شرح قصيده منازل اهلي

السلام عليكم
شكرا لكم على ثقتكم بنا و انضمامكم إلينا
عزيزي العميل :
يتحدث الشاعر في هذه القصيدة عن حنينه لوطنه و اشتياقه للبيئة الريفية التي كان يعيش فيها ، و يذكر العادات العربية الأصيلة التي كان يسير عليها آباؤه و أجداده و التي قل وجودها في حياتنا المعاصرة اليوم .
يرواح الشاعر حبيب الزيودي في قصيدته بين نمطي التفعيلة والشكل والتقليدي ، كما أنه ينقل إحساسه بفقد الأب إلى مفردات الطبيعة المحيطة فمثلا ذكر الشاعر عزيزي ( ممر البيت ، عشب الممر ، النافذة ) .
ثم يعاتب الموت الذي غيب أباه ، سيفه الحامي من الشرور والمصائب ، ورداءه الذي يغطيه ويدفئه ، بل إنه المنزل والخبز والماء ومن دون أباه يتحول الأبن إلى العراء بلا سند ولا حماية ، ولكن بمجرد إستخدام الشاعر الفعل الماضي ( كان سيفي وخبزي ومائي ) يوضح ذلك أن الشاعر تخطى هذه المحنة واستمر في حياته .
وبعد ذلك عزيزي العميل يباشر الشاعر بالدعاء لوالده ويمدحه بالكرم والشجاعة وإغاثة الملهوف في سود الليالي ويعاهد أبيه بالسير على طريقه النبيل .
ووضح صورة لأبيه في المضافة يقدم القهوة الصافية المنفتحة على الزائرين بمحبة وصورته يضرع إلى الله في صلاته فيملأ قلب الإبن بالطمأنينة . ويوضح صورة إيضا لإبيه في الأصالة والقوة والفعالية البدوية .
ثم يبدأ الشاعر بسرد أبيات يوضح فيها إفتقاده للقرية التي يبرز فيها الأب ساطعا قويا . والخلاصة عزيزي العميل أن الشاعر حبيب الزيودي قام بوصف والده والوجع الذي أصابه من فراقه ، ولكن إستمر في حياته لكي يحقق أحلام والده ويستمر على نهجه وطريقه النبيل .
يقول الشاعر :
* كلّما دندن العود رجّعني لمنازل أهلي
(معاني الكلمات)
دندن : غنى بصوت خفي مهموس يسمع و لا يفهم ، العود : آلة موسيقية ، رجعني : أعادني ، منازل مفردها منزل و تعني ديار أهله .
(شرح البيت) يقول الشاعر بأنه كلما يسمع دندنة العود يسترجع بذكرياته ديار أهله التي كان يعيش فيها منعما مكرما حيث قضى هناك أجمل أيام حياته .
* ورجّع سربا من الذكريات تحوّم مثل الحساسين حولي
(معاني الكلمات)
سربا : فريق أو طائفة ، تحوم : تحلق في الهواء ، الحساسين مفردها حسون و هو اسم لطائر جميل حسن الصوت .
(شرح البيت)
دندنة و صوت العود تعيد في نفس الشاعر العديد من الذكريات التي تضج بها ذاكرته و في تصوير جميل لهذه الذكريات يشبه لنا الشاعر الذكريات بسرب من طيور الحسون الجميلة التي تغرد و تصدح فوق رأسه و اختياره لطائر الحسون يدل على نقاء و صفاء و عذوبة هذه الذكريات .
* أبي في المضافة
والقهوة البكر مع طلعة الفجر عابقةٌ بالمحبّة
وهي على طرف النار تغلي
(معاني الكلمات)
المضافة : جمعها مضافات و هي مكان لاستقبال الضيوف ، البكر : الأصيلة المصنوعة من أجود أنواع البن ، عابقة : منتشرة .
(شرح البيت)
من هذه الذكريات التي يستحضرها الشاعر ذكرياته يوم أن كان يجلس في المضافة بمحاذاة والده و رائحة القهوة الصباحية مع إطلالة الفجر تنتشر في المكان و هي تغلي على الموقد .
* وصوت أبي الرحب يملأ قلبي طمأنينةً
و هو يضرع لله حين يصلّي
(معاني الكلمات)
الرحب : الجهوري الواضح ، يضرع : يناجي .
(شرح البيت)
يستذكر الشاعر أيضا صوت والده الجميل و هو يصلي صلاة الفجر ، فصوته يبعث في نفس الشاعر الطمأنينة و الخشوع و الراحة ، و يشعر بمزيد الارتياح عندما يرى والده يناجي ربه و يقف بين يديه متضرعا مناجيا .
أتمنى لكم التوفيق و السداد يمكنكم الاستفسار في أي وقت ، و سنقوم بالرد عليكم في أسرع وقت ممكن .
كما يمكنك استخدام جلسات المتابعة معي على الهاتف. إذا كنت ترغب في الحصول على جلسة الهاتف، سيكلفك رسوم بسيطة للمكالمة، اضغط على هذا الرابط لحجز جلسة الهاتف:
jawabkom.com/32575277
يسعدنا تواصلكم معنا ، و يمكنك استشارة العديد من خبراء جوابكم من محامين وو أخصائي تغذية و مهندسين و غيرهم .