شرح قصيده الجليل

السلام عليكم 
شكرا لانضمامكم إلينا وثقتكم بنا 
عزيزي العميل : 
* سلامٌ على زَيْن القرى والحواضرِ
ومَنْ هاجروا منها ومَن لم يُهاجرِ
يَمُرّ بنا اسمُ المرج: مرجِ ابن عامرٍ
فنطرَبُ لاسم المرج: مرجِ ابنِ عامرِ
ونشرُدُ حتى نحسَبَ المرجَ قصّة ً
من القَصَص المحكيّ فوق المنابرِ
ونحسَبُه أرضاً بعيداً منالُها
تضيقُ بها ذرْعاً جِمالُ المُسافرِ
(معاني الكلمات) زين : أجمل ، الحواضر مفردها الحاضرة و هي مضاد للبادية و تشمل المدن و القرى ، نطرب : نستلذ ، نشرد : نسرح ، نحسب : نظن ، المحكي : المسرود ، منالها : الحصول عليها ، تضيق ذرعا : تصبح ثقيلة . 
(شرح الأبيات) يتغزل الشاعر تميم البرغوثي في هذه الأبيات بالجليل و يتحدث عن المعالم الخلابة الجميلة التي توجد فيه ، فهو بداية يلقي السلام عليها مخاطبا إياها بأجمل الألفاظ فهي بنظره أجمل القرى و الحواضر ، و أجمل ما رأته عيون من هاجروا أو لم يهاجروا ، فنحن عندما تمر بنا سيرة مرج ابن عامر نطرب و نستلذ بسماع كلمات تتحدث عنه و كأننا نسمتع لقصة ساحرة تلقى على أحد المنابر جعلتنا نسرح بتفكيرنا و خيالنا ، و نحن نظنه من الأراضي التي يصعب الوصول إليها التي يضيق المسافرون ذرعا و هم يحاولون الوصول إليها . 
* ولو طفلة ٌ من عندنا مسّ شعرَها نسيمٌ
لمَسّ المرجَ ظِلّ الضفائرِ
ونسمعُ عن بُعدٍ فطوبى لسامع ٍ
على البُعدِ محروم ٍ وليس بناظرِ
وننظرُ عن بُعدٍ فطوبى لناظر ٍ
على البُعدِ محروم ٍ وليس بزائرِ
وإنْ زار يوماً حالَ دون مبيتِه
بمنزلِه جيشٌ كثيرُ العساكرِ
(معاني الكلمات) مس : لمس ، نسيم : الريح الناعمة اللطيفة ، المرج : أَرضٌ واسعةٌ ذاتُ نبات و مرعى للدواب ، الضفائر : بعض خصل من الشعر مجموعة مع بعضها البعض ، طوبى : دعاء بالخير ، حال : امتنع بكراهية أي الامتناع مجبرا . 
(شرح الأبيات) و نحن و على الرغم من ابتعادنا عن الجليل إلا أننا نعيش معه علاقة توحدية فهو يسكن فينا و يضرب لنا مثلا على هذا التوحد فلو مثلا مس شعر طفلة من طفلاتنا نسيم فحركت الطفلة شعرها الطويل لوصل ظله إلى الجليل ، و نحن للأسف ما زلنا نسمع عن الجليل سماعا دون أن نعاين هذا الجمال واقعا هذا الجمال لا ينقله لنا إلا من ترسو قدماه على ثرى الجليل و يقول طوبى لكل من داست أقداه أرض الجليل و فاز بالتمتع بجمالها ، فنحن محرومون من زيارتها حتى و إن استطاع أحد زيارتها في يوم ما فإنه لن يتمتع بكل ما فيها من مظاهر جمالها بسبب قوانين المحتل التي تمنع مبيت أحد من المسافرين في الجليل .
* ويحسبه الناسُ جغرافيا
وهو أرضٌ شمالَ فلسطين
أعني شمالَ جِنينَ تماماً
جنوبيّ لبنانَ رأساً
جنوبيّ غربِ دمشقَ مباشرة ً
وسط الشام في المهدِ
(معاني الكلمات) يحسبه : يظنه ، أعني : أقصد ، المهد : مكان مريح للنفس و يطلق على سرير الطفل . 
(شرح الأبيات) و لعظم جمال الجليل يظهر و كأنه يحوي كل جمال العالم فهو بعينه يشكل عالما لوحده و جغرافيا خاصة به فهو عالم بحد ذاته هذا تشبيها أما واقعا فهو لا يعدو كونه سوى أرض صغيرة تقع في شمال فلسطين و تقترب في حدودها مع لبنان و سوريا و تربط بهما و بجمالها ارتباطا وثيقا . 
* أو كالهوى في قلوبِ الكرامْ
ولو مُدّ من شُرفةٍ فيه حبلُ غسيلٍ
إلى أيّ بيتٍ على أيّ بحرٍ بأيّ اتّجاهٍ
لما مَرّ إلاّ على قبّةٍ أو مَقامْ
كأنّ المَمالكَ مِن حَوْلِهِ ريشُ مروحةٍ
أو مُصَلّونَ مِنْ حول ِ بيتٍ حرامْ
لذاكَ يحرّرُهُ مِنْ حِصارِ الغزاةِ
دخولُ الورى في صلاة الجماعة
وتأمينُهم في دعاءِ الإمامْ 
(معاني الكلمات) الهوى : العشق و الهيام ، شرفة : نافذة ، مقام : مكان رفيع المستوى ، الورى : الناس كافة ، تأمينهم : قولهم آمين .
(شرح الأبيات) ينتقل الشاعر الآن إلى تشبيه الجليل بالهوى و الحب و الغرام الذي يسكن و يعشش في قلوب الكرام و اختار الكرام لأنهم هم من يصونون الحب و يخلصون به ، و الجليل أرض مقدسة مليئة بالمساجد و الكنائس و المقامات و في تعبير عن كثرة هذه القباب و المقامات يقول الشاعر أنه لو حاول أحد سكان الجليل مد حبل مخصص لنشر الغسيل فإن هذا الحبل و هو في طريقه سيمر من فوق قبة أو مقام و هذا على أقل تقدير ، و قداسته و النفحات الإيمانية التي تسود فيه تشبه بشكل كبير بيت الله الحرام ، و بإذن الله سنعلن تحريره من أيدي الغزاة يوم أن نصلي فيه نحن جميعا صلاة الجماعة و يبدأ الإمام بسرد الأدعية المختلفة و نحن نردد وراءه عبارة آمين . 
أتمنى لكم التوفيق و السداد يمكنكم الاستفسار في أي وقت ، و سنقوم بالرد عليكم في أسرع وقت ممكن .
كما يمكنك استخدام جلسات المتابعة معي على الهاتف. إذا كنت ترغب في الحصول على جلسة الهاتف، سيكلفك رسوم بسيطة للمكالمة، اضغط على هذا الرابط لحجز جلسة الهاتف:
jawabkom.com/26819370. 
يسعدنا تواصلكم معنا ، و يمكنك استشارة العديد من خبراء جوابكم من محامين و أخصائي تغذية و مهندسين و غيرهم .